كُن زادي

ريما الكلزلي
حينَ تصومُ روحي عن مائدةِ الدنيا،
كُن خبزَ قلبي يقوّي ضعفي،
ونورَ يقيني يشعُّ في أروقةِ روحي
حين أفرِغُها من زينةِ الوحل،
وشرابًا يُحيي عطشي للمعنى،
كغيثٍ يُزهرُ صحراءَ الاغتراب
ويُحيي فيها بذورَ النور.
***************
حينَ يُثقلُ الليلُ على كتفي،
كُن نجمةً تُرشدني،
كُن لي كما تكونُ الشمسُ لظلامِ الأرض،
وكما يَهمسُ النهرُ بسرِّ الحياةِ
في أذنِ العطش.
أنتَ مرسى النور
حين تضلُّ ملامحُ الطريقِ في غَيمِ الشكِّ،
وبصيصُ اليقين
حين أغوصُ في بحرِ الوحدةِ.
***************
كُن قطرةَ حياة
تنفذُ في صحراءِ الانتظار،
كُن غيثًا لصومي الطويل،
يُنبتُ في قلبي حقولًا من المعنى،
وجدولًا أنصهرُ فيه
فتزولُ عنّي ظِلالُ الأيامِ العطشى.
***************
وحينَ ينقضي صومي،
لا عيدَ سواك،
أنت البداية والنهاية،
أنت الفرحُ يحررُ المعنى.
كُن لي كما أنت،
وكما أنتَ يكفي.